بيان ضد التطبيع
كانت زيارة المعبد اليهودي بالغريبة في جزيرة جربة مناسبة في هذه السنة الانتخابية استغلتها بعض الأوساط في الحكومة التونسية لمزيد من تعميق تطبيعها مع الكيان الصهيوني المحتل واسترضاء القوى الأجنبية اذ كشف تقرير إسرائيلي بثته قناة اسرائيلية عن حقائق جديدة حول تطبيع السلطات التونسية مع العدو مما اثار موجة استياء واسعة في الأوساط الشعبية والمنظمات والأحزاب الوطنية في بلادنا
تبين من خلال هذا التقرير ان وفدا سياحيا إسرائيليا كان من بين زوار الغريبة ودخل البلاد بجوازات إسرائيلية جندت له وزارة الداخلية قوات امنية ضخمة لحمايته في كل تنقلاته بما في ذلك في بقية المدن التونسية وهرولت لاستقبال الزوا رفي الغريبة هذه السنة كمشة من المسؤولين في الحكومة وقيادات الأحزاب الحاكمة لاسترضاء قوى الاستعمار الغربية.
كما أدّى هذا الوفد زيارة إلى مدينة سيدي بوسعيد السياحية، شمال العاصمة التونسية، حيث المنزل الذي كان قد اغتيل فيه القيادي الفلسطيني، خليل الوزير (أبو جهاد) عاام 1988وقد ردد الوفد الإسرائيلي شعارات تمجد إسرائيل والجيش الإسرائيلي على مرأى ومسمع من الامن التونسي.
كما اكدت الصحفية الإسرائيلية أنّ تونس أصبحت تسمح بزيارة وفود إسرائيلية وبجوازات سفر إسرائيلية مرة واحدة في السنة بمناسبة موسم الحج إلى معبد الغريبة معللة ذلك بحاجة البلاد إلى الانفتاح ودعم القطاع السياحي، وفق تعبيرها كما اكدت إنها التقت وزير السياحة التونسي، روني الطرابلسي، وإنه امتنع عن الإدلاء بأي تصريح إعلامي للقناة الإسرائيلية، غير أنه كان مسرورا جدا بالزيارة وألقى كلمة بحضور مئات الإسرائيليين من حوله ولم تكن هذه الاحداث المؤلمة سوى حلقة من احداث أخرى تطفو على السطح بين فينة وأخري مثل تواجد سلع إسرائيلية في الاسواق التونسية وتنظيم رحلات من تونس الى الأراضي المحتلة تنظيم حفلات ل »فنانين « تونسيين في إسرائيل وغيرها من الممارسات التطبيعية الفاضحة للسلطات التونسية والائتلاف الحاكم. ان هذه الممارسات المذلة تفسر رفض كل من حركة النهضة ونداء تونس واخواتهما في الحكم تجريم التطبيع واستماتتهما في الحيلولة دون قبول كل مشاريع القوانين التي قدمت في هذا الشأن سواء في المجلس التأسيسي او مجلس نواب الشعب.
ان العبث بالأمن الوطني والانخراط في منظومة التطبيع الإعلامي والسياسي والاقتصادي والسياحي والثقافي مع الكيان الصهيوني تحت مقولة التسامح الديني وحوار الثقافات يمثل تمهيدا لمشاريع » صفقة القرن “لتصفية القضية الفلسطينية وخيانة لدماء شهداء تونس وفلسطين التي نالت منهم يد الغدر الإسرائيلي على ارض تونس كما في كل البلاد العربية.
ان لجنة اليقظة من اجل الديمقراطية في تونس تندد بكل هذه الممارسات المذلة والمطبعة مع كيان العدو المحتل لفلسطين وتنادي كل القوى الديمقراطية والوطنية برفضها والدعوة لإقالة وزيري السياحة والداخلية وكل من تورط في مثل هذه الممارسات المشينة كما تدعو لمواصلة النضال من اجل تجريم التطبيع وجعله من المطالب الأساسية للحملة الانتخابية الحالية.
لجنة اليقظة من اجل الديمقراطية في تونس