ائتلاف مساندة الحركات الاجتماعية في تونس
18 فيفري 2021
رسالة مفتوحة الى السيد قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية
السيد الرئيس : استعملوا صلاحياتكم في العفو،
كما هو معلوم لدى جنابكم ، شُنّت حملة اعتقالات غير مسبوقة على التحركات الاجتماعية والاحتجاجات المشروعة ، وذلك منذ 14 جانفي 2021، وطالت هذه الحملات التعسفية وغير المشروعة اعدادا كبيرة من الشباب ، منهم حوالي 300 من قُصّر الاحياء الشعبية والمهمّشة ، اضافة الى عدد من نشطاء المجتمع المدني.
وعقبت تلك الايقافات احكام سجنية قاسية على خلفية اجراءات غير قانونية وملفات مفبركة وغياب ادلة واضحة ، بحسب ما وثّقه المحامون ، وصدرت الاحكام في عديد المرات بناء على ادعاءات اجهزة الامن التي اعتقلت بشكل تعسفي ، مما أكد الاشارات الى استعمال التعذيب لانتزاع الاعترافات في بعض الاحيان.
ولا يخفى على سيادتكم ان هذه الممارسات البوليسية تعيد تاريخا ليس بعيدا ، كنّا نعتقد جميعا انه ولّى دون رجعة منذ الثورة، وهو ما يغذّي الخشية من ان هكذا ممارسات تستفيد منها القوى المعادية لتونس ما بعد الثورة.
السيد الرئيس،
انتم الضامن للدستور ولحسن تطبيق مبادئه واحكامه والحامي للمبادئ والحقوق التي يتضمنها ، وبالأخص الحريات والحقوق الاساسية ، كما انكم الضامن للحق في التعبير والتظاهر ، اللذان هما جزء لا يتجزأ من مكتسبات الثورة التونسية ، وتجسدون، كذلك، السلطة التي تفرض احترام هذه المكاسب التي دفع من اجلها الشباب ثمنا باهضا.
اليوم ، السيّد الرئيس ، تواجه هذه المكاسب مخاطر القمع الامني لمطالب شبابية مشروعة ، وذلك بتواطئ مع قضاء ، يبدو في احيان ، مرتهنا للفساد والمفسدين.
وبناء على التزامكم الذي غالبا ما تجددون التأكيد عليه ،بسيادة القانون واحترام الحريات الفردية والجماعية ، فإننا نعتقد انكم لا تتسامحون مع ادانة شباب مارس حقوقه الدستورية ودافع عن مباد ئ حرياته الاساسية ، ولا تقبلون بتجريم هذا الشباب بعد اجراءات قضائية غير قانونية .
ان شبابنا ، كما يؤكد دستور 2014 هو « قوة فاعلة في بناء الوطن » ، فهل لنا من اجابة لانتظارته واماله غير القمع والسجون؟ عشر سنوات بعد ثورة الكرامة ، يُحشر شباب الثورة في قوارب الموت ، معرضا حياته للخطر ، املا في حياة افضل، فهل لنا من افاق نقدمها لبناتنا وابنائنا غير المنافي والسجون؟
هل كُتب علينا ان نرى الحقوق الاساسية مداسة باسم « الحفاظ على النظام »؟ هل علينا ان نقبل بانتهاك الحقوق والقوانين دون عقاب؟
لذا نحن مجموعة من التونسيين المقيمين بالخارج ، معتزين بانتمائنا الى الشعب التونسي، اعضاء في جمعيات واحزاب سياسية ، وبعضنا دون انتماء مدني او سياسي،نتوجه لكم بهذه الرسالة المفتوحة ، طالبين منكم استعمال سلطاتكم للعفو عن الشباب الموقوف الذي حوكم بأسلوب لا يليق بدولة القانون.
ان ممارستكم لسلطة العفو تبعث بإشارة قوية من اجل خفض حدّة التوتر وتساهم في التصالح الدولة مع الشباب وتعيد البلاد الى طريق دولة القانون بوضع حدّ للانحرافات القمعية.
نحن واثقون في شعوركم بالمسؤولية والمحافظة على وحدة البلاد وسلامتها ـ
لذا تقبلوا ، السيد الرئيس فائق تحياتنا وتقديرنا.
ائتلاف مساندة الحركات الاجتماعية في تونس ب:
- باريس
- بروكسال
- جنيف
- روما
- مونريال